العودة إلى المدرسة

في رسالة هذا الشهر أرغب بمشاركة بعض الأفكار الخاصة بالعودة إلى المدرسة:

الابتعاد عن سياسة الثواب والعقاب

في الأسبوع الأوّل من العام الدراسيّ يكتب التلاميذ بالتعاون مع المعلم الاتفاقيّات الأساسيّة؛ وهي عبارة عن عدّة جُمل تشكّل اتفاقًا يلتزم بها الجميع ولا يتم فرضها. تُكتب هذه الجمل بصيغة إيجابيّة وبصيغة الجمع وترمز لفعل. وفي حال قام التلميذ بالإخلال بهذه الاتفاقية فيتم التحدّث معه، ومن ثم وضع خطّة عمل بالتعاون مع الأخصائيّة الاجتماعيّة أو النفسيّة والأهل، فكلّنا يعلم أنّ التلميذ الذي لا يلتزم بالتعليمات يُحاول لفت الانتباه، ويواجه مشاكل لا نستطيع حلّها بحرمانه من وقت الاستراحة أو بالطلب إليه أن يكتب مئة مرة “لن أكرّر هذا الفعل مجدّدًا”.

نموذج:

-الاحترام: نحترم جميع الأفكار والوقت والمصادر.
-المسؤوليّة: نتحمّل مسؤوليّة تعلُّمنا ونلتزم بالمهمّات المطلوبة.
-التعاون: نعمل معًا لإتمام النشاط المُحدّد.

تحضير البيئة الصفّيّة

ينشغل العديد من المدرّسين قبل بداية العام الدراسيّ، بتحضير الصفّ وتزيين الجداريّات واختيار مواضيع لجذب التلاميذ، هذه الموضوعات في الحقيقة تجذب المعلّم فقط: فصل الفراشات، أو فصل قفير النحل، أو فصل كوكب المريخ… كلّها مواضيع يتفاجأ بها التلميذ في اليوم الأوّل.
لقد حان الوقت لأن نقوم بإشراك التلاميذ باختيار اسم الصفّ أو طريقة تزيينه، فهم من سيمضون تسعة أشهر بين جدارنه، وبالتأكيد لديهم أفكار أكثر جاذبيّة ومواكبة للعصر، وقد تكون فرصة لتعليم مبادئ الديمقراطيّة والانتخابات والتصويت للاسم المفضّل من مجموعة أسماء في حال رغبنا بإعطاء الصفّ اسمًا أو تزيينه بموضوعٍ معيّن.
 
التواصل مع الأهل

يعتبر الأهل شريكًا أساسيًّا في عملية التعلم والتعليم. أعرف العديد من المدارس تبني جدارًا بينها وبين الأهل. حان الوقت لكسر هذا الجدار والتواصل بطريقةٍ شفّافة ومسؤولة معهم. من الممكن تحضير جلسة تعارف بداية العام للتواصل مع الأهل وشرح متطلّبات المنهج، ومن الممكن إنشاء مجموعة واتساب بإشراف المدرسة فقط للتواصل وتحديد طريقة استخدامها، كما من الممكن تحضير ورشات عمل للأهل أيضًا وجلسات تثقيفيّة، وكذلك عرض أنشطة العام الكبيرة والطلب من الأهل المشاركة فيها من حيث التحضير والترتيب والتواصل مع جمعيّات أو خبراء للمشاركة أيضًا. 
 
زيادة الدافعيّة عند الطلاب

هذه بعض الأفكار من كتاب
  – Alfie Kohn Punished by Rewards
حيث يعتبر المؤلّف أنّ الجوائز التي تُقدَّم للتلاميذ هي بمثابة عقاب، لأنّها، وبكل بساطة، تقتل الدافعيّة الداخليّة للتعلّم وتربط التعلّم بجوائز مادّيّة.
وكلّنا يعرف أنّ التحفيز الذاتيّ هو أقوى بكثير من التحفيز الخارجيّ، لذا يجب على المدرّس القيام بالنقاط الآتية لزيادة الدافعيّة الداخليّة للتعلّم:

– تحضير محتوى يجذب انتباه التلاميذ ومرتبط بالواقع، ذلك لتصبح عمليّة التعلّم جذّابة وذات معنى. فالمعرفة التي تعالج مشكلات الرّاهن وتطلب من التلميذ المُشاركة بإيجاد حلول لها تُنمّي لديه التّفكير الإبداعيّ والناقد، وعليها يجب أن يكون تركيز المعلّم، لا على المعارف التقليديّة، فمثلًا قمتُ وأنا طالب بحفظ جميع الأنهار اللبنانيّة، وحاليًّا أعيش في دبيّ حيث لا يوجد أنهار؛ المعرفة التي حفظتها ونسيتها لم تكن صالحة خارج حدود لبنان، بينما لو تناولنا مفهوم أهمّيّة الحفاظ على المياه وعدم هدرها لأنها مصدر محدود، وقتها يُصبح التعلّم واقعيًّا وعالميًّا يتخطّى حدود المكان والزمان.

– إعطاء التلاميذ القدرة على الاختيار والمشاركة الفعّالة بعمليّتيّ التعلّم والتعليم، فالاستماع للتلاميذ يساعد على تلبية احتياجاتهم. على سبيل المثال، حين يعرف الأستاذ أنّ عددًا كبيرًا من التلاميذ مهتمّ بالحفاظ على الغابات، من الممكن في هذه الحالة، أن يستبدل النصّ العلميّ عن المياه الموجود في الكتاب المدرسيّ بنصٍّ عن الغابات، هُنا نلاحظ أنّ المحتوى تغيّر حسب اهتمامات التلاميذ، ولكن المهارة ما زالت تتمركز حول الفهم وتحليل النصّ العلميّ.

– إنشاء بيئة صفّيّة آمنة من خلال بناء روابط متينة بين المعلّم والتلاميذ. فتخصيص الأسبوع الأوّل لألعاب التعارف وكسر الجليد مهم جدًّا، ويشكّلُ فرصةً للتعرّف على شخصيّات التلاميذ، نقاط قوّتهم والنقاط التي تحتاج إلى تطوير. وفي هذا الرابط بعض الأفكار والأنشطة للتعرّف على التلاميذ.




نشر هذا المقال لأول مرة على منصة منهجيات

5 thoughts on “العودة إلى المدرسة”
  • Sobhy
    أغسطس 2, 2023 at 6:24 ص

    السهل الممتع، جزاكم الله خيرا، ونفع بكم

  • Radwa ibrahim
    أغسطس 2, 2023 at 7:11 ص

    رائع

  • faten
    أغسطس 2, 2023 at 8:10 ص

    شكراً لكم

    • Rana Jourdi
      أغسطس 2, 2023 at 9:34 م

      شكرا .دائما معلومات مفيدة وعملية

  • فاتن
    أغسطس 2, 2023 at 8:17 ص

    الانطباعات الأولى التي يكونوا المتعلم الصغير هامة، وخاصة في اليوم الأول للمدرسة حين تكون مشاعر ه مختلطة و الأمر يختلف من طفل إلى آخر شكراً لكم.